كل الصعوبات الأولى مع الطفل سوف تختفي بعد عمر سنة

الليلة الأولى للمولود بعد عودته من المستشفى, ليالٍ طويلة بدون نوم, الاٟنكشاف على الغذاء الصّلب والغازات هذه هي جزء من التحدّيات التي يواجهها الأهل ممن لديهم أطفال حتى عمر سنة. ما الذي ينتظركم عندما ترزقون بطفل؟

 

بعد اٟنتظار طويل تخلّله احتساب الأيام والدقائق, ها هو مولودكم الجديد يرى النور. ومع قدومه حدثت تغييرات جذرية على حياتكم. صحيح أنه من الصعب جدًا الاٟستعداد لكل التغييرات, ولكن مع ذلك من المفضّل أن تعرّفوا ماذا ينتظركم.

 

الليلة الأولى في البيت: ينام المولود أثناء وجوده بالمستشفى نوما هادئا وهنيئا, لا سيما وأن طاقم المستشفى يهتم به ويوفّر له كل وسائل الراحة ليتسنّى له الخلود للنوم. ولكن مع عودته اٟلى البيت تتغيّر الأمور, ومنذ الليلة الأولى يفهم الأهل أن الواقع مختلف تماما وأنّ "النوم الهاديء والهانيء" هو مجرّد فقاعة. الطفل يبكي ويستصعب الخلود للنوم, ساعات نومه معاكسة لساعات نوم باقي أفراد العائلة, ويتحول النوم الممتع الى أمر صعب المنال. ولكن لا داعي للقلق, فبعد ثلاثة أشهر ستستقرّ الأمور, لذلك يجب التحلي بالصبر.

 

الرضاعة: هناك أمهات ممن يعتبرن الرضاعة أمرًا حتميًا ويرفضن التنازل عنها, وبالمقابل هناك أمهات ممّن يرفضن الرضاعة وحتى أثناء وجودهن بالمستشفى يتناولن الأدوية التي تمنع اٟنتاج الحليب لديهنّ. على كل حالٍ, نحن أمام قضية ترافق الأهل خلال الأشهر الأولى. تختار الأم التي قررت اٟرضاع طفلها مسارًا مُلزمًا لاٟطعام طفلها لأنه لا توجد إمكانية لمعرفة كمية الحليب التي رضعها الطفل, ومن هنا من الصعب أن نعرف متى سيجوع مرة أخرى. 

جزء لا يتجزأ من هذا الأمر هو بالطبع السؤال: هل يمكن اٟرضاع الطفل علنًا وعلى مرأى من الآخرين أو خلف أبواب مغلقة, وكذلك متى يجب التوقف عن اٟرضاع الطفل. هل تكفي فترة ثلاثة أشهر؟ أو ربما نصف سنة؟ أو هل يمكن الاٟستمرار حتى يتوقف الطفل عن اٟبداء رغبته بالرضاعة؟ هنا, جميع الأجوبة صحيحة, وما عليكم سوى اٟتخاذ القرار المناسب لكم ولطفلكم.

 

الغازات: تعتبر الغازات أمرا مُحرجا لدى الكبار, أما عند الأطفال فالوضع مختلف تمامًا, اٟذ أن الطفل الذي يُخرج الريح بقوّة لا يعاني من آلام بالبطن ويستطيع الخلود للنوم الهاديء. بالمقابل, عندما لا يخرج الطفل الريح يبدأ يتلوّى من الألم ويصرخ ولا يهدأ. وفي هذه الحالة أيضا يحتاج الطفل الى ثلاثة أشهر ليتخلّص من الغازات أو على الأقل ليشعر بتحسّن كبير. ولكن يمكن التخفيف من الظاهرة بواسطة أدوية بدون وصفة طبيّة وهي متوفّرة في الصيدليات وشبكات الفارم, وكذلك بواسطة تدليك البطن وأسفل الظهر, وتغيير بديل الحليب ( يفضّل تجربة بديل حليب قليل اللّاكتوز أو النباتي اللذين قد يساهمان في التخفيف من الغازات), وفي جميع الأحوال: الصبر واحتضان الطفل ومنحه الدفء تولّد لديه الشعور بأنه حتى في ساعات الألم يقف والداه الى جانبه.

 

التطعيمات: قد تكون الساعات والأيام التي تلي تقديم التطعيمات للطفل مليئة بالاٟحساس المزعج للطفل ولكم مع ارتفاع درجة حرارته, وهذا الأمر صحيح سواء حصل الطفل على كل التطعيمات في موعدها أو قررتم توزيعها على فترات.  الحل: يضع نقطة من مسكّن للآلام قد تساعد على تهدئة الطفل في فترة "ما بعد التطعيم".

 

الأسنان: ومن ثم يبدأ بإدخال يديه اٟلى فمه, فيقول الجميع جازمين :"ربما هذا بسبب الأسنان" وعلى ما يبدو فهذا صحيح, علما أن لا أحد يعرف متى تبدأ الأسنان بالبروز. هناك شيء واحد مؤكّد : بروز الأسنان يسبّب الآلام للطفل ويجب مساعدته لكي يتجاوز هذه المرحلة بسهولة. في جميع الأحوال يجب اٟحتضان الطفل وغمره بالمحبة والدفء اٟلى جانب استعمال اللهّاية أو المراهم المخفّفة للآلام. من المهم أن تعرفوا أن السّن ستبرز عما قريب, وبعدها تأتي فترة هدوء اٟلى أن تبرز السّن الثانية.

 

الاٟنكشاف على الغذاء الصلب: في الأشهر الأولى من حياته يتغذّى الطفل على حليب الأم أو بديل الحليب فقط. ابتداءً من عمر 4 أشهر ( والمتشددون يقولون ابتداءً من عمر 6 أشهر) من المهم البدء بكشف الطفل على الغذاء الصلب بالتدريج. الأمر الأساسي هنا التدريج لأنه من المهم التأكد من أن الطفل لا يعاني من حساسية لهذا الغذاء أو ذاك. ينصح أولًا بكشف الطفل على الخضار والشوربات, وبعد ذلك فقط على الفواكه, لأن المذاق الحلو سيكون هو المفضّل دوما. هنا ننصح الأهل بأن يقولوا وداعًا للبيت النظيف والملابس الخالية من البقع, وأهلاً وسهلاً بكم اٟلى عالم فيه تشكل الأرضية جزءا لا يتجزأ من الوجبة ومواد إزالة البقع تلعب دورا هاما به.

 

الأخوة الكبار : يوجد لدى العائلات التي فيها اخوة اخرون, تحدّ من نوع آخر وهو اٟنضمام الصغير, الذي لا يكفّ عن الصراخ والصياح, اٟلى العائلة. توقّعوا سماع عبارات مسيئة وتراجعًا في مراحل التطوّر والنمو (تشويشات في الروضة أو المدرسة), وحتى أعراض "الغيرة" لدى الأخوة الكبار الذين يطلبون اهتماما أكبر. في جميع الأحوال قلب الوالدين كبير ويتّسع للجميع!

صحيح أن الطفل الجديد هو هدية رائعة وعظيمة, اٟلا أن المراحل الأولى قد تكون مليئة بالتحديات وتتطلب الكثير من الصبر والتحمل والاٟحتواء من قِبَل الجميع. من المهم أن تتذكر دوما أن هذه التحديات هي مؤقتة وسرعان ما ستعرفون كيف تتعاملون مع الطفل لتساعدوه- وعموما عندما يبتسم طفلكم ستزول كل التحديات والمصاعب وكأنها لم تكن, وبالتالي سيمتليء قلبكم بالسعادة والسرور اللامتناهي, ألف مبروك!