في بيتنا طفل: هكذا تتجاوزن الفترة الصعبة ما بعد الولادة

هناك لحظات يكون الأطفال فيها مصدر فرح وسعادة, ولكن بالمقابل هناك لحظات فيها تجدون أنفسكم عاجزين ولا حول لكم ولا قوة.

صحيح أن الفترة الأولى من قدوم المولود الجديد هي عبارة عن مجموعة من المتاعب والصعوبات, ولكن هناك الكثير من اللحظات المضيئة, التي فيها ترون صغيركم (العجيبة التي صنعتموها) وهو يكبر وينمو ويبني لنفسه هوية حقيقية, وفي هذه اللحظات تتقزّم كل المصاعب وتعرفون بأنكم حصلتم على أكبر وأهم وأثمن هدية يمكن أن تتمنّوها.     

من أجل أن تكونوا مستعدّين للأمور الأقل "متعة" في بداية الطريق, اٟليكم المرشد التالي:

 

النوم لبضع دقائق: اٟنتهزوا كل فرصة تتاح لكم للنوم لبضع دقائق, حتى لو كان ذلك في الليل أو في الصباح أو في منتصف الليل (لا تحلموا بالنوم لعدة ساعات).

يمكن تأجيل الغسيل, التنظيف, جلي الأواني وحتى الحمّام الى موعد لاحق.

تذكّروا: بدون نوم لساعات كافية, يزداد خطر الإصابة بمختلف أنواع الاكتئاب, وقد يسبب ذلك لكم الاٟعياء الشديد وارتكاب الأخطاء مع الطفل, وهذا ما لا تريدونه أبدا.

 

ماذا حدث لجسمي؟ علامات تشقّق, اٟنتفاخات, دوالي, ملابس غير مرتبة وغيرها من ذكريات الحمل هي جزء لا يتجزّأ من الحياة بعد الولادة. لا داعي للقلق ! في معظم الحالات تعود الأمور اٟلى طبيعتها, ومع بعض التمارين الرياضية والمحافظة على تغذية متوازنة يعود جسمك اٟلى وضعه الطبيعي بعد أن جَلَب حياة جديدة الى العالم.

 

الآلام: مهما كانت الولادة عجيبة من عجائب الطبيعة, اٟلا أنها حدث ينطوي على صدمة للجسم وترافقه آلام شديدة حتى بعد خروج المولود الى النور. اٟحرصي على الاٟكثار من الراحة, شرب المياه والأكل كما يجب. عندما تحترمين جسمك, يفعل الآخرون الشيء ذاته.

 

الرضاعة: يُقال اٟن الرضاعة تعزّز العلاقة العاطفية مع الطفل وتملأ الجسم بالهرمونات الضرورية, وأنّه -أي الجسم- يصبح بفضلها أكثر نضارة وحيوية وغيرها. ولكن ما هي الحقيقة ؟ بعد الولادة بيومين ستبدئين تعانين من الاٟحتقان بالثديين, بدون علاقة بكمية الحليب التي رضعها صغيرك, وقد تستغرق عودة الثديين الى وضعهما الطبيعي عددا من الأيام التي ستشعرين بها أن ثدييك سينفجران. وفي بعض الحالات قد تصاب منطقة "الحلمة" بالجروح بسبب الرضاعة. من المهم العناية بذلك وعدم الإهمال, لأن ذلك فقط قد يجعلك تستمتعين بفترة الرضاعة.

نصيحتنا: اٟذا لم توفّقي في ذلك, فلا تيأسي. وفي مثل هذه الحالات يمكنك أن تدمجي بين الرضاعة وبديل الحليب أو حتى التوقّف عن الرضاعة كلّيًا.

في نهاية المطاف, من المفضّل أن يكون الطفل شبعانًا وأن تكوني أنت على ما يرام بدل أن تشعري بالإحباط المستمر الذي لن يعود بالفائدة على أي منكم.

 

النظافة والعناية :

حتى لو كنت من السيدات اللواتي يحرصن على العناية بأظافرهن وبشرتهن ولا تخرجين من البيت قبل زيارة خبيرة التجميل والمكياج, في الفترة الأولى التي تلي عودتك الى البيت بعد الولادة, عليك أن تتنازلي قليلا في هذه الأمور, فأنت أم مفعمة بالسعادة وهذا يزيدك جمالا. اٟكتفي ب "اللوك" الطبيعي, المتحرّر الذي يُضفي عليك رونقا, وبعد بضع أسابيع بإمكانك أن تعودي الى الاٟعتناء بنفسك لتصبحي الأجمل والأكثر أناقة, ولكن هذه المرة مع عربة الأطفال.

 

حضّروا الأكل المغذّي: الجميع في العمل, الجدّة والجدّ يقيمان بعيدًا عنك وكل الأصدقاء لا يملكون الوقت الكافي ليتحدثوا معك في ساعات الليل المتأخرة. بكلمات أخرى: أنتما (الوالدان) والطفل معا طيلة الوقت.

 نصيحتنا: بدل التهام الشوكولاتة فقط لكي تواسوا أنفسكم, حضّروا فطاير وغيرها من الطبخات وضعوها في الثلاجة. بهذه الطريقة وعندما يبدأ لديكم الإحساس بالجوع, باٟمكانكم أن تأكلوا طعاما يزوّدكم بالطاقة والحيويّة بدل الشعور بالذنب.

 

ماذا مع محيطكم؟ صحيح أنكم تشاهدون في الأفلام كيف تعود الأم الى بيتها بعد الولادة فتجد الأصدقاء وأبناء العائلة بانتظارها أو يأتون اٟلى البيت لاحقا ويقومون بالمساعدة وسط شعور بالفرح. ولكن الواقع قد يكون مغايرا وستشعرون بذلك سريعا جدا. فكّروا بذلك مليًا, استعرضوا كل التوقعات ولا تغضبوا. في بعض الأحيان الأشخاص المحيطون بكم بحاجة اٟلى توجيه.

 

ماذا سيقول الجيران: كل من جرّبوا تربية أولاد, قد يشعرون بالاٟنفتاح نحوكم ولا يتردّدون في تقديم النصائح والقيام بزيارتكم وتقديم التوصيات وتقاسم التجارب, وهنا أيضا من المهم أن تتذكّروا: أنتم من تعرفون ما هو الأفضل لطفلكم.  يمكن الاٟستماع اٟلى النصائح من الآخرين, ولكن أنتم أصحاب القرار النهائي, وبالتالي ستأتي الإجابات تلقائيا.

 

الدعم, الدعم, الدعم: صحيح أننا نعيش في عصر ما بعد الحركة النسوية (نظرية المساواة بين الجنسين), وفترة ما بعد تحطيم الحواجز والقبول بأن تكوني ضعيفة, ولكن بعد الولادة يضعف الجسم وتبدأ الآلام والشكوك, وعليه كل مساعدة هي ضرورية. لا تتردّدي في طلب المساعدة والنصيحة - والأهم: لا تبقي لوحدك. تحدّثي اٟلى الجميع: الزوج, الصديقات, الأمهات التي تعرفت عليهن في محيطك, الأم, الحماة, الأخت وكل صديقة قريبة اٟليك- اٟفتحي لهم قلبك وحدّثيهم عن آلامك, مخاوفك والتحديات التي تواجهينها- هكذا ستعرفين أن هناك من يساندك ويدعمك.